Wednesday 24 August 2011

الخنازير الثلاثة



ثم ما إن نفخ الذئب و أوقع البيت الخشبي حيث يختبئ الخنزيران الصغيران، حتى هرعا نحو بيت اخيهما المبني من الحجر. فعندما وصلا، أخذا يطرقان الباب حتى كلّت قوائمهما الصغيرة، و لكن من دون جدوى. فركض الخنزيران مسرعين، لا يعرفان أين يتجهان، بينما الذئب لا يزال يركض في أعقابهما، مكشرا عن أنيابه.


رأى الخنزيران المسكينان مركزا للشرطة، فاٌطمأنّا لقرب خلاصهما، فدخلا و اخبرا رئيس المركز بما جرى لهما، و ما أصابهما من خطب.  وعد رئيس المركز الخنزيرين خيراً، و أقسم بشرف أخته أن يحمي حياة الخنزيرين الصغيرين،  و طلب منهما أن يطمئنا إلى حياتهما.

و ما كانت إلا لحظات حتى تقفّا الذئب أثر الخنزيرين، و دخل مركز الشرطة سائلا عنهما. هدد ضابط الشرطة الذئب، و حذره قائلا إن الخنزيرين المسكينين هما تحت حماية القانون و تحت حمايته هو شخصيا.


لم يهتز الذئب لما سمع، و جلّ ما فعله هو أن تناول هاتفه من جيبه بكل هدوء،  مخاطبا رجلا أشار إليه بكنية "أبو كمال". ثم ناول الهاتف إلى الضابط، الذي لم يقم  سوى بهز رأسه أثناء المكالمة الهاتفية، قائلا بين الحين و الآخر : " نعم ...نعم".

 رد الضابط الهاتف إلى الذئب و اعتذر منه عن سوء ما بدر منه، قائلا إنه لم يتشرف بالتعرف إلى الذئب جيداً  قبل التحدث إلى أبي كمال، ثم قام الضابط  بمرافقة الذئب إلى غرفة جانبية حيث كان قد خبأ الخنزيرين الصغيرين، و قال له أن ينده بطلب أي شيئ قد يحتاج إليه. 

No comments:

Post a Comment