Thursday 2 August 2012

ضيف عزيز

 peintures-tableaux.com كلود مونيه  (La Mer à Antibes)البحر في انتيب   







قررت السباحة في المياه المجانية على شاطئ مدينتي. لم أشأ أن أدفع المال لقاء ما هو حق طبيعي. غطست في المياه  مع أني كنت أعرف ما قد تحويه بالرغم من صفائها، فالهواء الذي نتنشقه غصباً ليس أكثر نقاءً.
وبعد أن سبحت لدقائق لم تقارب الساعة الواحدة، كان هناك أمر غير الأمواج العاتية جعلني أتمسك بتلك الصخور المثقوبة المزينة بالطحالب البنية والخضراء ولا أحيد عنها. كان ثمة شيئان يظهران على وجه الماء ثم يختفيان. أقتربت من حافة الصخور وبقيت أحدق في الماء على مسافة متوسطة. بدا لي أنهما مخلوقان وليسا نفايات لفظتها الأمواج.

 بعد حين أصبح من الواضح أن المخلوق الأقرب كان سمكة صغيرة ميتة، تطفو بشكل عمودي، عوضاً أن تكون على ظهرها أو جنبها، فيبدو رأسها الصغير المدقق فوق سطح الماء. لا أدري ما الذي قد يتسبب في أن تبقى سمكة نافقة مستقيمة بشكل عامودي، ولكن هذا ما رأيته، ولم أكن سكراناً.

أما المخلوق الأبعد، فكان يظهر رأسه ثم يعاود الغطس برشاقة لتظهر واحدة من زعانفه، قبل أن يختفي جسمه الإنسيابي الجميل في الماء مجدداً. 

لم أستطع أن أتأكد مما إذا كان ذاك المخلوق دلفيناً أو قرشاً، وقد كان على الأرجح دلفيناً، ولكن ذلك لم يهمني. ما سحرني هو أنه كان هناك مخلوق بحري جميل متوحش يسبح قبالة شاطئ بيروت دون أن يجزع أو حتى يكترث لما حوله. لم تتوقف حركته الجميلة صعوداً من الماء ومن ثم نزولاً فيها.

 لم يهتم هذا الحيوان الجميل بكل ما هو موجود على بعد أمتار منه على اليابسة، ولا حتى اهتم بما كان موجوداً في المياه نفسها التي يغطس فيها. لم يهتم لفندق الريفييرا الذي يبتلع عدواناً عشرات الأمتار من الواجهة البحرية، ولا لحمام حماة الوطن الذين لا يتساوون، حيث التراتبية لا تسمح بالإختلاط حتى في المياه؛ لم يهتم المخلوق لأمر العامود الإسمنتي القبيح الذي ورث عن غير حق مكانة المنارة القديمة، التي تعلو وريثها بعدة أمتار ولكن قزّمتها أبنية أبشع منه؛ كما لم يكترث لعشرات النساء-المسوخ الواهمات بجمالهنّ اللواتي يتمشين على الرصيف البحري؛ لم يسمع هذا المخلوق بأزمة مياومي الكهرباء، ولو أني أجزم بأن فطرته الذكية والطيبة في آن كان ستنصفهم أكثر من وزيرهم. 

لم يهتم المخلوق لأي من هذا. لم يلهيه شيء عن حركته: يخرق سطح الماء صعوداً لينساب إليها عائداً بخفة قل مثيلها إن لم ينعدم. 

لا أعرف لماذا كان ذلك الوحش الجميل عند شاطئنا. كل ما أعرف أنّ ضيفاً عزيزاً حل علينا؛ ضيف لا نستحق شرف استقباله.












Wednesday 11 July 2012

الصحافة في ((بلادنا)): في الأمس كما اليوم





المصدر: مدونة نقد بنّاء



 قد تبدو عبارة (( التاريخ يعيد نفسه)) مبتذلة في أحيان عدة لكثرة ما يتم تكرارها، ولكن قولها يصح في مواضع أخرى، منها وصف حال الصحافة في لبنان.   

في محاضرة لجبران التويني الأب (الجد)، ألقيت في الجامعة الأميركية في بيروت بتاريخ  8/12/1938 بدعوة من جمعية ((العروة الوثقى))*، تحدث تويني عن حال ((حرفة)) الصحافة في أيامه -- كان يرفض أن يسميها ((مهنة)) بسبب ارتباط هذه الكلمة المعجمي بمعنى المَهانة، أي الذل.

ينبّه تويني جمهوره لعلاقة الصحافة بالسياسة، ولكن ما هو ملفت، أنه تصدّى لمشكلة تمويل الصحافة والتبعية الزبائنية التي تنشأ إثر تلقي الصحيفة أموالاً من جهات سياسية، وهي مشكلة مهنية يبدو أنها كانت موجودة في الثلاثينات من القرن الماضي، أي قبل بروز المشكلة الحالية التي يتحدث عنها اليوم أهل الصحافة، وهي العجز المالي في الصحف  بسبب تدني المبيعات وسيطرة الإعلام الإلكتروني.

يقول تويني:

(( ... ان الاحزاب في الدول الديموقراطية تغطي العجز في صندوق الجريدة اذا وقع، بينما الدولة في الدول الاوتوقراطية هي التي تغطي العجز لان الدولة هناك هي الحزب، والبلاد كلها حزب واحد يجب عليها ان تفكر كما يفكر المسيطر عليها، المتحكم بمقدراتها.))

 ثم ينتقل إلى الحديث عن الصحافة المحلية: 
 
((على ان هناك بلاداً ليست بالديموقراطية ولا بالاوتوقراطية، بل هي حائرة بين النظامين، كبلادنا مثلا، فان حالة الصحافة في هذا النوع من البلاد من أسوأ الحالات واشدها ارتباكاً. فالصحافة فيها حرة في الأصل، لكن سلطة الحكومة ترصدها على المنعطفات، فاذا نشرت ما يعكر مزاج الحاكمين نكبوها بالتعطيل الاداري، من غير ان يعطوها فرصة الدفاع عن نفسها، كما يعطون المجرمين على الاقل ... .))

ما قاله تويني عن حال الصحافة وقتئذٍ يشبه ما يمكن قوله عن حالها اليوم، ولربما وجب استبدال عبارة ((التعطيل الاداري)) بعبارة ((المظاهرات العفوية وحرق الدواليب)) لكي يصبح التشابه تطابقاً. ولكن يبقى ما لم يقله تويني، ولم يقله بعده ابنه ولا حفيده، ولا إبنة حفيده: من ((يغطي عجز)) النهار؟

_____

على الهامش
  
في العدد الظاهر في الصورة أعلاه، وهو من العام 1933، ذيّل عنوان الصحيفة بالآية القرآنية وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً، ولكن هذه الآية اختفت في أعداد السنوات اللاحقة من الصحيفة.     

* غسان تويني، سر المهنة وأصولها - محاضرات في الصحافة ومقالات عن كبارها.  بيروت : دار النهار للنشر، 1990 

Saturday 28 April 2012

New 'Suicide Bunny' Scheme: Blasphemy in Kuwait




The following was inspired by the recent law imposed by los Salafistas in the Kuwaiti parliament.

1. Study petroleum engineering.

2. Look for a position at Mina Al-Ahmadi oil refinery in Kuwait.

 3.Get the visa, plane ticket, pack and say your farewells to all of your family and friends.

4.Once at the airport in Kuwait, start blaspheming  really really loudly. 

Tuesday 28 February 2012

عن مظاهرة على الأرجح ليست بذات جدوى: ((ثانكس)) على مشاركتكم


لم أتردد طويلا قبل أن أقرر المشاركة في تظاهرة دعى إليها نشطاء في المجتمع المدني عبر الفيسبوك، على الرغم من عدم إيماني بأي فعالية للتحرك. كان الطمع  بفرح المشاركة  بحد ذاته كافيا، إذ كانت مناسبة للتعبير الجماهي  عن الإشمئزاز؛ كنا ذاهبين
(( لنقرف مع بعض))، كما قالت ل.  لقد كان ((القرف)) قد وصل إلى مستويات عالية بعد مهزلة التسوية غير القانونية التي أجريت لحل الخلاف حول موضوع الحد الأنى للأجور، فكسب الوزير شربل نحاس تعاطفا و احتراما كبيرين لما تعرض له من خيانة سياسية من كتلته النيابية التي تدّعي الإصلاح. أثبتت هذه الحادثة مرة أخرى وقاحة السياسيين و تأكدهم أن ناخبيهم لن يحاسبوهم و لو للحظة واحدة عما يقترفون. لا ضير إذا من قول كلمة ((لا))، و لو كانت ستقع على آذان صماء.


بعد رحلة على متن باص يحمل الرقم 2، وصلت و أصدقائي  الثلاثة ل.، ج. و ف.  إلى نقطة التجمع في منطقة الدورة،  و التحقنا ببضع المئات من المتظاهرين الذين كانوا واقفين عند ناصية الشارع، حاملين لافتات معدة سلفا من قبل اللجنة المنظمة. تقدمت مني إحدى الفتيات من اللجنة و سألتني إذا ما كنت أريد لافتة مماثلة. ((و لمَ لا؟))؛ لقد بلغت هذا الحد من مسيري، فلأستفد من روحي الإيجابية التي نادرا ما تظهر. كانت اللافتة التي حملتها تطالب  بتوحيد قوانين الأحوال المدنية، فيصبح اللبنانيون إذا ما تحقق المطلب متساوين أمام القانون فيما خص الزواج و الطلاق و الإرث، و تزول بذلك العوائق  أمام  اللبنانيين الذين ينتمون إلى طوائف مختلفة و الراغبين بالتزاوج فيما بينهم.

و بعد حوالي بضع دقائق من الإنتظار حاملين لافتاتنا، إنطلقت التظاهرة بعد أن تيقن المنظمون من أن المئات لن يتحولوا إلى آلاف.  شقينا طريقنا و الناس من حولنا و من على الشرفات  ينظرون مستهجنين ما يرون. و قد أخذ المنظمون يرددون شعارات ((اقتبسوا)) ألحانها من أغان عربية معروفة أو هتافات سبق أن رددها المتظاهرون السوريون و المصريون، لتصبح الهتافات نشازا لم تستستغه آذان الكثيرين.  و لكن الفشل الموسيقي كان، و للأسف، أهون المشاكل التي وقعت فيها التظاهرة. فالمواضيع المثارة كانت متفرقة، تبدأ بالشكوى من اقطاع التيار الكهربائي، و تنتهي  بالتأكيد على حتمية سقوط النظام من خلال (( العلمانية)). كما بدت هذه المظاهرة كنوع من التطفل على الثورات العربية، و كـأن المنظمون كانوا يطمعون بالإستفادة مما حققته تلك  الثورات دون تقديم الجهد وبذل الدماء كما فعل المنتفضون العرب. 

و لكن أبرز ما لفتني كان هتاف إحدى الفتيات: ((جوعان و طبقي فاضي)). عندها تأكدت أن مشاركتي في فعاليات ذلك النهار كانت سخيفة و بلا أي مضمون. لم تكن مشاركتي هذه حتى كفيلة بتنفيس ((القرف)). من هم الجائعون يا عزيزتي؟ هل هم بيننا اليوم؟ لقد كان جلّنا، إن لم يكن كلنا، من البورجوازيين. بورجوازيون بوهيميون، نعم، لكننا بورجوازيين. ضائقتنا بورجوازية و كذلك هي أحلامنا. لا يكفي إطلاق الشعر أو اللحية، أو لبس الملابس الملونة الفضفاضة لكي يصبح المرء من البروليتاريا. لا شك أنه يوجد ((جائعون)) في لبنان، و هم إما عمال فقراء، أو ممن لا يعملون و هم تحت خط الفقر، و لكن هل هم بيننا في هذه التظاهرة؟ و إن لم يكونوا بيننا، هل جعلوا أي منّا وصيا أو وصية على كلمتهم؟  لا أظن ((الجائعين)) كانوا ليختموا المظاهرة بعبارة ((ثانكس)) كما بدر من أحد المنظمين كبادرة شكر على النشاط ((الثوري)) في يوم الأحد ذاك. 

بعد أن انتهى ذلك الحفل الكريم بوضع إكليل على حائط شركة الكهرباء كدلالة رمزية على موتها و إقامة حلقة دبكة على وقع إحدى الأغنيات ((اللاذعة السخرية)) ، إتجهنا جميعا نحو أحد المقاهي في الحمرا لنلاقي بعض الأصدقاء الآخرين.
 كانت ن. إحدى صديقات ل.  تبحث عن مؤسسة تؤمن لها منحة دراسية في ألمانيا بعد أن حصلت على القبول الجامعي. 

((أنا مستعدة لمنح صوتي السياسي لأي حزب،)) قالت ضاحكة. لكنها سرعان ما انتقلت إلى النقاش الجدي للتظاهرة التي كنا قد شاركنا فيها. (( لقد حان الوقت لتنحي الطبقة الوسطى و المثقفين جانبا و ترك الإحتجاجات لمن هم من الطبقات الدنيا. لقد رأينا المشكلة نفسها في الدعوة إلى إسقاط النظام الطائفي [و هي الحركة التي دعا إليها أنصار ((العلمانية)) في لبنان العام الماضي و التي انتهت بخلافات كبيرة فيما بين المنظمين أنفسهم] بالإضافة إلى حركة ((فلنحتل وال ستريت)) التي يبدو أنها انهارت من الداخل ، فهذه الطبقة مهووسة بصورتها أمام الجمهور أكثر من أي شيء آخر،)) حسبما قالت ن.،  خاتمة أنها تترك لبنان غير نادمة.

 و أنا؟ أين أذهب؟ لم يمض على عودتي أكثر من تسعة أشهر. و لكن لا بأس؛ فأنا عدت مراقبا، لا حالما و لا مصلحا ولا ثائرا. لطالما قلت لنفسي أن من يريد أن يكتب في تاريخ و مجتمع  لبنان لا بد من أن يعيش فيه. هذا أضعف الإيمان.

ثم انتقل الحديث إلى ما تعانيه م. من مشاكل و صعوبات في حصر إرث والدتها المتوفاة. كانت م. تشكو الضريبة المرتفعة البالغة 11 بالمئة على كل ممتلكات والدتها، خصوصا أن السيدة الراحلة كانت موظفة متوسطة الحال، لا يتناسب ما تركته مع حجم الضريبة. قال أحدنا أن هذا القانون عُلّق العمل به لمدة ثلاثة أيام عندما قتل رئيس الوزراء رفيق الحريري لكي يستفيد أبناؤه من نقل ممتلكات أبيهم دون دفع الضريبة، و أن من ذهب من عامة الناس لحصر إرث موتاه بعد انقضاء الأيام الثلاثة فوجئ بالعودة إلى القانون القديم. ثم ذكرت ن. أن البحث جار في منح العفو الضريبي نفسه لأقرباء كل من مات في العام 2005 كنوع من التحايل على الفضيحة.

(( و هل يجوز فرض الضريبة على أموال أب الرغيف؟)) قال ج. بسخرية مرّة. فكرّت في ذلك، ثم وردت في ذهني صورة الجموع تتوافد للوقوف عند ضريح الحريري بخشوع، و الكرنفال السياسي الذي يقام كل عام تكريما لذكراه  و شحذا للهمم، ثم قلت لنفسي أن ما سمعته عن ذلك الإعفاء الضريبي الذي استفاد منه أولاد الحريري كان يجب أن يكون كافيا لجعل الناس يرقصون عراة فوق قبره.

 ربطت تلك الفكرة بالتظاهرة التي كنا قد شاركنا بها قبل بضع ساعات. هل ستكفي هذه التظاهرة الهزيلة  التي شاركنا فيها لتغيير هذا الواقع المر حيث التبعية السياسية العمياء ((لملوك الطوائف)) و زعماء الحرب الأهلية بكافة مذاهبهم؟ هل سيكفي الزواج المدني لتغيير الإصطفاف الطائفي من الأسفل صعودا؟ إن الأمر مرتبط بتعقيدات إجتماعية و اقتصادية تراكمت على مدى أكثر من قرن و نصف القرن. هل تكفي بضع الهتافات غير المتناسقة ((لهدم المعبد)) دفعة واحدة ؟ لمَ لا توضع خطة طريق تبدأ بخطوات عملية و متصلة بأحداث الساعة؟ لا زالت المشاورات تجري حول وضع قانون الإنتخاب جارية. لم لا تجري محاولة جدية و منظمة لاقتراح قانون انتخابات خارج القيد الطائفي؟ و  ماذا عن ذلك الهوس بالعلمانية؟ ألا يدري هؤلاء المتظاهرون أن نظامنا علماني أصلا لأنه ليس مستمد من أي تشريع ديني فيما عدا قانون الأحوال الشخصية؟ نظامنا طائفي، و لكن الإنتماء الطائفي الذي يُعتمد كأساس لتحديد واجبات الأفراد في لبنان و حقوقهم هو أيضا علماني، لأنه لا يعدو كونه مجرد ((لون)) إجتماعي، مثله مثل الإنتماء الإثني أو لون البشرة. 


أنهيت زجاحة البيرة التي كانت في يدي، فإذا بمحتواها و كأنه نزل في غير موضعه؛ اقترن هذا المحتوى بالتعب الجسدي ليزيد الأسئلة في رأسي تنافرا و اصطداما. ألف سؤال و سؤال لا يجد جوابا شافيا. لا أعرف إن كنت قد خنت الوعد الذي قطعته على نفسي بعدم الأمل بالتغيير.  كل ما أعرفه أني خرجت صباح ذلك اليوم طامعا بالتعبير البنّاء عن ((قرفي))، فإذا بي أعود مساء و قد زدت اشمئزازا. 


مصدر الصورة: مسروقة من الفيسبوك
_________


على الهامش: هذا ما جناه عاصي و فيروز على زياد! 


كانت مكبرات الصوت قبل انطلاق التظاهرة تصدح بأغنية ((عالنظام)) التي أطلقها زياد الرحباني في أوائل التسعينات ضمن ألبومه ((أنا مش كافر)). تبدأ الأغنية بانتقاد اللبنانيين لعدم تقيّدهم بالنظام العام، ثم تنتهي بخلق بيئة سمعية إفتراضية بالتحول من الكلام بالعربية المحكية باللهجة اللبنانية إلى أصوات غير مفهومة يبدو أنها تحاكي اللغات الأفريقية، و تتداخل مع أصوات القرود والطيور لخلق بيئة سمعية تحاكي الأدغال. 

هل أراد زياد الرحباني أن يقول أننا قبائل متخلفة تماما كما هم أفارقة الأدغال؟ 

إن شخصا مثل زياد الرحباني الذي طالما انتقد اللبنانيين لتوجسهم من ((الغريب)) و ترفعّهم عنه، لم يستطع  تفادي القوالب العنصرية التي طالما وُضع فيها الأفارقة. إضافة إلى ذلك، يبدو أن الرحباني لم يستطع أن يتقبل كون الإنقسام القبلي أو الطائفي سمة لبنانية بامتياز، وضعت بذورها  في التراب مع بذور الكيان اللبناني نفسه. لا حاجة للقول أن اللبنانيين قبليّون مثل الأفارقة؛ إننا في قبليّتنا نشبه أنفسنا و لا أحد غيرنا.

و لكن لا عتب على زياد الرحباني. لا بد أن تلك الأغنية كانت نتاج التعرض الطويل لمسرح الرحابنة بخرافاته الوطنية.  

((هذا جناه عاصي و فيروز عليّ و ما جنيت على أحد!))

Monday 20 February 2012

خبر عاجل !

الرئيس بشار  مخاطباً الشعب العربي السوري : " ليكا الكاميرا وين!"