Wednesday 24 August 2011

الخنازير الثلاثة - 2



ثم ما إن نفخ الذئب و أوقع البيت الخشبي حيث يختبئ الخنزيران الصغيران، حتى هرع الأخيران نحو بيت اخيهما المبني من الحجر. فعندما وصلا، أخذا يطرقان الباب حتى كلّت قوائمهما الصغيرة، و لكن من دون جدوى. فركض الخنزيران مسرعين، لا يعرفان أين يتجهان، بينما الذئب لا يزال يركض في أعقابهما، مكشرا عن أنيابه.

و ما هي إلا لحظات، حتى وجد الخنزيران نفسهيما يقفان وجها لوجه مع جموع سلفية غاضبة ، كانت في طريقها نحو السفارة الأميركية لكي تحتج على مقتل أسامة بن لادن.

 هاجت الجموع لرؤية الخنزيرين و ماجت، و علا الصراخ  مختلطا بصيحات التكبير لتنهال بعدها الضربات على رأسي الخنزين المسكينين من كل حدب و صوب. و لم تتوقف الضربات إلا بعد أن أصبح الخنزيران جثتين هامدتين صغيرتين . ثم وقف قائد المسيرة و ارتجل خطابا قصيرا، فقال: " سبحان من وفقنا و نصرنا في غزوة لم نكن إليها لمهتدين. لقد أزحنا عن الدنيا رجسا عظيما." 

ثم عاد المتظاهرون أدراجهم بعد أن أحسوا بأنهم قد أتموا واجبهم، عوض تكلف العناء و إكمال المسير نحو السفارة. أما الذئب، فهاله روع ما رأى من جثتين مهشمتين عندما وصل . فحمل الخنزيرين بخشوع، و دفنهما في مكان لائق في ظل شجرة وارفة.

No comments:

Post a Comment